عمليات تصحيح جراحات السمنة الفاشلة
تعتبر السمنة من الأمراض التي قد تسبب خطر على حياه الشخص و ذلك بحسب الدراسات و الأبحاث التي أثبتت أن السمنة من العوامل الرئيسية في زيادة معدلات الوفيات حيث يصاب بها الكثير من الرجال و السيدات و حتى الأطفال , ومع إهمال العلاج تزداد مضاعفات مرض السمنة كالإصابة بأزمات قلبية و سكتات دماغية بالإضافة الي إرتفاع ضغط الدم و نسب السكر. لذلك يبحث الكثيرون عن ملاذ آمن للتخلص من السمنة و مضاعفاتها , فيلجأ البعض الي الطرق التقليدية المتمثلة في تقليل كميات الطعام و الإلتزام بحميات غذائية معقدة , و البعض يلجأ الي ممارسة التمارين الرياضية للتخلص من دهون الجسم و غيرها من تناول بعض الأدوية. لكن كل هذه المحاولات لا تأتي بثمار حيث تكون النتائج غير مرضية لأغلب المرضى و هنا يلجأ البعض الي جراحات السمنة و التي تعتبر من أفضل الحلول العلاجية لمرض السمنة.
استطاعت جراحات السمنة أن تثبت مدى نجاحها من ظهورها و ذلك من خلال آلاف القصص الناجحة لمرضى سمنة أجروا عملية من عمليات السمنة كالتكميم أو تغيير المسار و بالفعل بعد فترة زمنية قصيرة تتراوح من 6 أشهر الي عام , استطاعوا أن يفقدوا ما يزيد عن نصف الوزن و هذا ما نعتبره نجاحاً ساحقاً في عالم جراحات السمنة , ولكن لكي يتم إجراء عملية ناجحة من عمليات السمنة , فهناك بعض النقاط التي يجب أخذها بعين الإعتبار مثل :
1- اختيار الطبيب الجراح الذي سوف يقوم بإجراء العملية بعناية و البحث مطولاً على طبيب لديه الخبرة الكافية لإجراء مثل هذه العمليات و رؤية العمليات السابقة التي أجراها و التأكد من سمعة و مهارة الطبيب.
2- التأكد من نظافة و تعقيم المكان سواء كانت مستشفى أو مركز و ذلك لأن أي تقصير في هذه النقطة قد يسبب فشل العملية و ظهور مضاعفات خطيرة.
3- التأكد من نوع العملية المناسبة لحالتك حيث أنه لكل شخص عملية تناسبه أكثر من غيرها بناءاً على طبيعة الأطعمة التي يتناولها و أسلوب حياته و الأمراض المصاب بها , بالطبع يتم تحديد نوع العملية المناسبة من قبل الطبيب و ليس الشخص المصاب.
هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول جراحات السمنة و التي يجب توضيحها بشكل صحيح قبل بدء الحديث عن تصحيح عمليات السمنة الفاشلة و هو أن عمليات السمنة ليس لها علاقة بإزالة الدهون المتراكمة في الجسم و لكن يتم فيها تصغير لحجم المعدة كما يتم في عملية التكميم و بالتالي تقليل كميات الطعام أو تجاوز جزء من الأمعاء و الذي يتم فيه إمتصاص السكريات وذلك لتقليل إمتصاص الطعام كما يتم في عملية تحويل المسار و لكن لا يتم فيها إزالة الدهون المتراكمة كما يتم في عمليات شفط الدهون. أيضاً تتم عمليات السمنة الآن بدون جراحة أي أنها لا تحتاج الي فتح جراحي بل تتم من خلال المنظار الجراحي من فتحات صغيرة جداً مما أدى الي تقليل الألم بعد العملية و سهولة إلتئام الجرح و صغر فترة النقاهة.
أولاً ما هي عمليات السمنة ؟
1-
عملية تكميم المعدة و هي تعتبر من أشهر جراحات السمنة الآن و أكثرهم إنتشاراً حيث يتم فيها قص حوالي 75% من حجم المعدة قصاً طولياً مما يتسبب في صغر حجم المعدة و صعوبة تناول كميات كبيرة من الطعام , يتم تدبيس و غلق الجرح بإستخدام دباسات ذكية حديثة لضمان عدم حدوث تسريب.
2-
عملية تحويل المسار و التي يتم فيها عمل وصلة بين الجزء العلوي من المعدة و الأمعاء مباشرة بعد إختصار جزء كبير منها و هذا ما يسبب تقليل إمتصاص الطعام.
3- عملية تدبيس المعدة و التي كانت تستخدم قديماً ويتم فيها تدبيس لجزء من المعدة و بالتالي يصغر حجم المعدة.
4- ربط المعدة و هي عملية يتم فيها التحكم في حجم المعدة و منعها من التمدد حيث أنه في حالة زيادة كميات الأكل يتم تضييق المعدة.
ثانياً ما هي الأسباب التي قد تؤدي الي فشل جراحات السمنة ؟
هناك أسباب كثيرة قد تؤدي الي فشل جراحات السمنة و لكن هنا سنذكر أشهر الأسباب المتسببة فيه و هي :
1- عدم إلتزام المريض بالإرشادات و التعليمات التي أقرها الطبيب المعالج بعد العملية حيث أنه بعد العملية يلتزم المريض بنظام غذائي محدد لمدة شهر يعتمد فيه المريض على السوائل الشفافة في أول أسبوع ثم سوائل غير شفافة في الأسبوع الثاني و يبدأ في تناول بعض الأطعمة و البروتينات في الأسبوع الثالث و الرابع , لذا في حالة عدم إتباع المريض بهذا النظام الغذائي قد يظهر لديه بعض الأعراض كالمغص و الإستفراغ و غيره و ينتج عنه فشل للعملية.
2- الإختيار الخاطئ للطبيب المعالج حيث أنه من أهم عوامل نجاح العملية هو خبرة الطبيب و مهارته.
3- الإختيار الخاطئ لنوع العملية المناسبة.
4- كثرة تناول السكريات حيث يعود الكثير من المرضى لتناول السكريات و الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية بشراهة و ذلك بسبب سهولة هضمها مما يتسبب في زيادة الوزن مرة أخرى.
ثالثاً ما هي الحالات التي تحتاج الي جراحة تصحيح لعملية سمنة فاشلة ؟
1- في حالة حدوث مضاعفات شديدة بعد العملية مثل الألم الشديد و القئ المستمر , ظهور قرح في الجهاز الهضمي أو عدم قدرة الجسم على إمتصاص الماد الغذائية.
2- صعوبة النزول في الوزن و عدم وصولم الي الوزن المثالي.
3- في حالات إستعادة الوزن المفقود مرة أخرى.
4- عدم إجراء الجراحة بشكل صحيح.
5- عدم شفاء المريض من المضاعفات المصاحبة للسمنة المفرطة كمشاكل ضغط الدم و مرض السكر من النوع الثاي و إرتفاع نسب الكوليسترول في الدم.
6- ظهور بعض التغيرات في بنية الجسم مثل تكون ناسور معدي بين الجيب و المعدة يسبب مضاعفات أو إنزلاق حلقة المعدة و زيادة القدرة على تناول الطعام في عملية حزام المعدة.
رابعاً تصحيح عمليات السمنة الفاشلة .. عملية ممكنه أم مستحيلة ؟
لم يعد هناك عملية مستحيلة كما كان سابقاً و ذلك بسبب التطور العلمي و التكنولوجي الذي سمح للطبيب معرفة أسباب فشل العملية السابقة و كيفية إجراء عملية تصحيحية لها بدون ألم و بأقل المضاعفات الممكنة , من أكثر العمليات التي تحتاج الي تصحيح هي عمليات تدبيس المعدة و ربط المعدة حيث أن نسبة فشل تلك العمليات أعلى من غيرها و يتم تصحيحها بعملية تحويل المسار بالمنظار لضمان ظهور نتائج مرضية و لكن تظل إحتمالية حدوث مضاعفات بعد عمليات التصحيح أعلى من العمليات التي تتم في المرة الأولى و تحتاج عمليات التصحيح الي خبرة و مهارة كبيرة من الطبيب لضمان نجاح العملية.
أصبحت الآن عمليات التصحيح عمليات ممكنة حيث أنه يمكن تصحيح أغلب عمليات السمنة الفاشلة و لكن للمريض دوراً هاماً في إنجاح العملية حيث أن إلتزامه بالتعليمات و ممارسته للرياضة يحسن من فرص نجاح العملية.
خامساً هل تختلف عمليات تصحيح عمليات السمنة الفاشلة عن بعضها ؟
بالطبع تختلف عن بعضها حيث أن هناك ثلاثة أنواع من عمليات التصحيح تختلف بسبب إختلاف الغرض منها فمنها ما يكون هدفه إلغاء الجراحة الفاشلة إلغاءاً كاملاً و إستعادة الشكل الطبيعي للمعدة و الأمعاء , ومنها ما يكون بهدف تصحيح و تعديل الخطأ في الجراحة السابقة وذلك لتحسين النتائج والتخلص من مضاعفات السمنة و أخيراً النوع الثالث و الذي يتم بغرض إجراء نوع آخر من عمليات السمنة.
هناك بعض المضاعفات و الأعراض الجانبية التي في حالة ظهورها يجب اللجوء الي عملية تصحيح لعملية السمنة السابقة مثل :
1- إنسداد الأمعاء
2- قرح في المعدة
3- القيئ المستمر
4- متلازمة الإغراق
5- تكون حصوات في المرارة
في حالة ظهور هذه الأعراض يتم اللجوء الي التدخل الجراحي لإصلاح فشل جراحة السمنة السابقة.