مرض السمنة عند الأطفال، ليس بالمرض النادر بل بالعكس فهو من أخطر المشكلات الصحية التى تصيب الأطفال على مستوى العالم، فيعد واحد من الحالات الواسعة الانتشار، بالأخص فى دول العالم النامي، فقد تصل نسبة انتشار السمنة بين الأطفال و المراهقين لنسبة تصل إلى نصف عددهم الكلى، و حسب الدراسة الإحصائية لعام 2010 بلغ عدد الأطفال المصابون بالسمنة فى العالم إلى 42 مليون نسمة، 35 مليون منهم يتمركزون فى الدول النامية.
ما أسباب انتشار مرض السمنة عند الأطفال؟
يتغير جسم الأطفال فى الحجم و الوزن على مدار مراحل النمو المتعددة، و خلال هذه المراحل تزداد نسبة الدهون المكتسبة، حيث تُعرف السمنة على إنها زيادة فى كمية الأنسجة الدهنية بداخل جسم الإنسان بالنسبة إلى جنسه و مرحلته العمرية.
متى تعتبر هذه النسبة من الدهون، مرضاً يشكل خطراً على صحة الطفل؟
المؤشر الحقيقى لمدى خطورة كمية الدهون أو زيادة الوزن هو من خلال قياس كتلة الجسم، الذى يعتبر مقياساً مقبولاً لمعرفة نسبة زيادة الوزن عن النسبة الطبيعية، من خلال حساب الوزن بوحدة الكيلو جرام و قسمته على مربع الطول باستخدام وحدة المتر للقياس، و هو ما يسمى بمؤشر كتلة الجسم أو Body Mass Index و يشار إليه بالاختصار BMI.
أهم أسباب الإصابة بمرض السمنة عند الأطفال:
*التغذية الخاطئة:
اعتماد الطفل فى تغذيته على الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة مثل: الوجبات الجاهزة، منتجات الدقيق الأبيض مثل المخبوزات و المعجنات المختلفة، الحلويات، المشروبات، العصائر الغنية بالسكريات و المشروبات الغازية، يعد من أهم و أكثر العوامل المسببة لمرض السمنة حيث يتم تخزين هذه الكمية العالية من السعرات الحرارية الغير مستهلكة من قِبل الجسم على صورة دهون مخزنة بالأنسجة الدهنية و التى يصعب حرقها و التخلص منها فيما بعد.
*قلة النشاط الحركى:
عادات خاطئة يكتسبها الطفل تقلل من معدلات حرق الدهون فى الجسم و تزيد من الشعور بالخمول مثل: الجلوس لمشاهدة التليفزيون لساعات طويلة، ألعاب الفيديو و عدم ممارسة أى نوع من أنواع الرياضة.
*عوامل نفسية:
الكثير من الأطفال يلجأون للطعام كمهرب من الملل، التوتر و الضغوطات التى يمارسها عليهم الأهل لدفعهم للتفوق الدراسى أو المقارنة بالأقرباء، قد يكون معالجة مثل هذه المشاعر و المشكلات بالهروب إلى الطعام، أسلوب يمارسه الآباء فينتقل بصورة طبيعية للأبناء، كما أن هؤلاء الأطفال بعد اكتسابهم للوزن، يتعرضون لمضايقات مستمرة و تنمر شديد من زملائهم، مما يزيد من إحباطهم و اكتئابهم فيدفعهم من جديد للاستمرار فى النهم و الرغبة فى الأكل مما يُدخلهم فى دائرة مفرغة لا تنتهى.
*عوامل عائلية:
وجود الطفل فى عائلة لها عادات خاطئة تخص التغذية، أو يعانون جميعاً من السمنة و زيادة الوزن، ربما لأسباب وراثية أو هرمونية متوارثة فى العائلة، فمن الطبيعى أن يعانى الطفل من زيادة الوزن كتسلسل طبيعى لهذه العائلة.
*عوامل اجتماعية و اقتصادية:
محدودية الموارد للحصول على الطعام الصحى المناسب مع عدم توفر أماكن جيدة لممارسة الرياضة بشكل جيد يتيح زيادة الفرصة للإصابة بالسمنة.
مضاعفات السمنة عند الأطفال:
يصاب الطفل ذو الوزن الزائد عن الطبيعى بالعديد من المشاكل الاجتماعية و النفسية نتيجة لمظهره المختلف عن باقى الأطفال الذين يشاركونه نفس المرحلة العمرية، مع عدم قدرته على مشاركتهم فى العديد من الأنشطة الخاصة بهم التى تحتاج للحركة و النشاط، كما أنه يتعرض لكثير من المضايقات التى تفقده الثقة فى نفسه و التقدير لذاته، مما يصيبه بحالات الاكتئاب التى تجعل منه شخص منطوى، متقوقع على ذاته و غير قادر على المشاركة الإجتماعية.
السمنة عند الأطفال تجعلهم أكثر عرضه للكثير من المشكلات الصحية سواء فى الوقت الحالى أو خلال المراحل القادمة من حياتهم مثل:
*داء السكرى من النوع الثانى:
و هو مرض مزمن يصيب الأطفال و يجعل الجسم غير قادر على التحكم فى مستوى السكر فى الدم، مما يتبعه العديد من المشاكل الصحية الأخرى التى تعوق الطفل عن الحياة بشكل طبيعى.
*ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع الكوليسترول فى الدم:
مما يزيد من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية، السكتات الدماغية خلال مراحل العمر المختلفة.
*ألم العظام و المفاصل:
الوزن الزائد يعتبر حِملاً على عظام الطفل، الغير مصممة لتحمل مثل هذا الوزن فى هذه المرحلة العمرية، مما يسبب له آلاماً و ضغطاً على عظام الظهر و مفصل الركبة.
*مشاكل التنفس:
تعد من أخطر المشكلات حيث يصاب الطفل بما يسمى بانقطاع النفس الانسدادى النومى، و هو ما يعرض الطفل لخطر أثناء نومه، حيث يحدث توقف للنفس و رجوعه مرة أخرى، ويمكن أن يتكرر هذا لعدة مرات مما يُحدث اضطرابات بالنوم و يؤثر على نمو الطفل الطبيعى، أيضاً مرض الربو، الذى ينتشر بصورة أكبر عند الأطفال المصابون بالسمنة.
*الكبد الدهنى اللاكحولى:
تزداد ترسبات الدهون بداخل خلايا الكبد مما يحدث به تندبات و أضرار عديدة و لكنها لا تظهر من خلال أعراض واضحة.
*اضطرابات سلوكية و تعليمية:
يتأثر تقدم الطفل الدراسى و قدرته على التعلم نتيجة المضاعفات النفسية و الصحية الحادثة له بسبب السمنة، مما يؤخره عن زملائه فى النمو و تطور سلوكياته و قدراته التعليمية.
علاج السمنة عند الأطفال:
هناك العديد من الحلول التى يمكنها المساعدة فى حل هذه المشكلة، و لكن فى كثير من الأحيان يصل الطفل إلى مرحلة صعب التعامل معها، حيث تكون فى غاية التعقيد لوجود الكثير من المشاكل النفسية و الصحية الجسدية، لهذا تعد جراحات السمنة واحدة من أكثر الحلول فاعلية و نجاح، عمليات السمنة مع د. هيكل محمود تقدم حلول سريعة لفقدان الوزن بصورة ملحوظة و تُحسِن من حالة الطفل الصحية مما يشجعه نفسياً على الاستمرار و التغلب على العديد من هذه المشاكل، حيث تزداد ثقته بنفسه عندما يرى نفسه من جديد يشابه من هم فى مثل عمره و يصبح طفلاً طبيعياً من جديد.
من أكثر هذه الجراحات فاعلية، عملية تكميم المعدة بتقنية ال J Shape التى يتميز بها د. محمود هيكل و التى تساعد الطفل بشكل كبير على التخلص من الدهون الزائدة و فقدان الكثير من الوزن الزائد فى مدة زمنية قصيرة مع الحفاظ على صحته بشكل جيد و عدم احتياجه لتناول الفيتامينات لفترات طويلة حيث يكتفى بها لمدة ثلاثة شهور فقط، حيث تحتفظ عملية ال J Shape بجزء المعدة المسئول عن امتصاص الفيتامينات اللازمة للجسم من الطعام، مما يتيح للجسم الاحتفاظ و الاستفادة من العناصر الغذائية المفيدة له، مع ضمان عدم اكتساب الوزن المفقود مرة أخرى عن طريق عمل ما يسمى بالتكميم المزدوج لقبة المعدة.
جراحات السمنة قدمت للأطفال المصابون بالسمنة، حل سريع فعال فى إنقاذ كلا من حياتهم و طفولتهم.. فلا تتردد فى إتخاذ القرار بمنح طفلك الفرصة فى ممارسة طفولته من جديد و الاستمرار فى النمو و الحياة بشكل طبيعى و صحى.